عدد الرسائل : 98 العمر : 50 الدولة : Syria تاريخ التسجيل : 24/03/2008
موضوع: حبيبتي سوريا الأحد أبريل 20, 2008 1:27 am
سوريا
هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول ' كاسة شاي' وأنت تأكل الجبنة البيضاء البلدية ، وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة الغذاء الدسمة إلى قيلولة غالية هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة ، آلاف من السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع أن تدركها أو تفهم آلية عملها ولكنها في النهاية تعمل ، تمتزج ، تتحرك ، وتنفصل وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر، وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى يطفئها الفجر الذي يعلنه صوت الآذان.
سوريا
هي فيروز الصباح و ' سيرة الحب ' في ليل دمشقي طويل أو موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي سوريا .. نشرة الأخبار بين عشق الرجال وكره النساء ، هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطها هي خوف صبية عائدة إل البيت في مساء متأخر، هي حب مراهق لبنت الجيران هي وجوه الناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها ، هي النميمة في صبحية ' نسوان' ، و'قعدة' رجالية في مقهى بين طاولة الزهر وعبق الدخان
سوريا
هي جلسة حول ' بحرة ' في دار قديم تجمعنا ' قرقعة ' اركيلة ، عشقناها وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء، هي عدوى الضحك على طرفة ' بايخة ' تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان والزمان
سوريا
هي محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد ، وطبخة 'شاكرية ' على مائدة كريم دعا إليها كل الجيران ، مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على النعمة ويدعون أن يحفظها من الزوال
سوريا
هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع أولاد الجيران ، هي رائحة ' الطبخ ' تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء ، وجلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة
سوريا
هي الحارة والأصحاب ، المدرسة والطريق الذي ' تسكعناه ' مئات المرات ، هي الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها إخوة وأخوات ، هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي تضاءلت ، هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي والأمل بلقاء في المستقبل قد لا يكون
سوريا
هي الحب القديم ، هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة ، هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ ، هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر ، هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى واحتفظنا بها مجرد ذكريات هي ضحك ، بكاء ، مئات الكلمات ، أحاديث وصور تبعثرت في ذاكرتنا يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء
سوريا
هي أيام عشناها في وطن كان .. نخاف أن يضيع ، سوريا هي الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه ، سوريا هي الماضي الذي منه ولدنا وعلينا أن نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا فيه
سوريا
كلمة عندما نسمعها ، تشتعل قلوبنا بالمحبة ، وتدمع عيوننا الحائرة فرحا وحزنا ، وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة .. ' احبك